×

حكم الغلو في الصالحين وفي أي قوم بدأ

حكم الغلو في الصالحين وفي أي قوم بدأ

حكم الغلو في الصالحين، وهي مسألة ذات أهمية كبيرة في الشريعة الإسلامية، لما لها من خطورة كبيرة على المجتمع بشكل عام وعلى الفرد بشكل خاص. إن مسألة التعصب بشكل عام من أخطر الأمور التي ينبغي توعية المجتمع الإسلامي بشأنها ونشر الرأي الشرعي الصحيح. وفي هذا المقال سنسلط الضوء على معنى المبالغة لغة واصطلاحاً، وسنناقش فيه هل يجوز المبالغة في حق الصالحين، وسنتطرق إلى بعض الأحاديث النبوية الشريفة والآيات القرآنية التي تحدثت عن هذا الموضوع بشكل عام.

تعريف الغلو لغوياً واصطلاحياً

الغلو في اللغة هو تجاوز الحد في أمر، وهو غلو في الأمر، أي تجاوز الحد في هذا الأمر، والغلو هو التشدد في الأمر، وقد عرفه ابن سيدة في قوله: “الغلو في اللغة: مأخوذ”. من “المبالغة في الأمر، المبالغة”. أي: التجاوز هو من تشدد في الدين وتجاوز الحد وبالغ، فهو مسرف. وأما في الاصطلاح فهو: تضخيم الأمر وتضخيمه حتى يصل إلى حد الإسراف. قال الإمام الشاطبي رحمه الله تعالى: “التطرف: المبالغة في الأمر، وتجاوز الحد فيه إلى حد الإسراف. “والله أعلم وأحكم”.

أقرأ أيضاً: أدعية اللهم ان كانت هذه ليلة القدر

حكم المبالغة في حق الصالحين

وقد ذكر العلماء أن الغلو في الصالحين ينقسم إلى قسمين. الأول: أن يدعو الإنسان الصالحين مع الله، ويعظمهم، ويستعين بهم، وينذرهم. وهذا شرك أكبر؛ لأن هذه الأفعال إنما هي لله الواحد الأحد الذي لا شريك له في الألوهية والملك. والنوع الثاني: وهو أن يتم لمسهم والتقرب بهم إلى الله تعالى. وهذا ليس من الشرك الأكبر، ولكنه وسيلة من وسائل الشرك. وفيما يلي نذكر كلام الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى في هذا الموضوع المهم:

والغلو نوعان: غلو يدعوهم إلى الله، ويعظمهم بالشرك، ويستعين بهم، ويحذرهم، وهذا هو الشرك الأكبر.
والغلو فيهم، الذي ليس من الشرك الأكبر، هو أن يمسهم، ويرى أن ملامستهم تقرب إلى الله، ويقوم لهم عند دخولهم، أو يقف فوق رؤوسهم، يظن أن ذلك تقرب إلى الله. النهج إلى الله. وهذا من وسائل الشرك.

مظاهر التطرف في الصالحين

هناك مظاهر وأشكال كثيرة من الغلو في الصالحات التي يمكن أن يفعلها المسلم، ومن هذه الأشكال والمظاهر ما يلي:

  • أولاً: المبالغة في مدح الصالحين. وهذه المبالغة قد تؤدي في النهاية إلى الشرك الأكبر، والعياذ بالله. وهي ظاهرة منتشرة بين كثير من الطوائف في مختلف المجتمعات. ومعلوم أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حذر المسلمين من الغلو والمبالغة في مدحه. وعن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم؛ فإنما أنا عبده، فقل: عبد الله ورسوله». قال ابن حجر رحمه الله في شرحه لهذا الحديث: “قال ابن التين: معنى قوله: ((لا تملقني)) ولا تمطروني كما تمدحون النصارى، حتى إن بعضهم بالغ في عيسى وجعله إلها مع الله، ومنهم من زعم ​​أنه الله، وبعضهم ابن الله، فمنهم من زعم ​​أنه الله، ومنهم من ابن الله، وزاد النهي بقوله: أنا عبد الله.
  • ثانيًا: تصوير الصالحين، وهذا ما فعله قوم نبي الله نوح عليه الصلاة والسلام. وفي هذا قال ابن العربي: «نهى ابن العربي صلى الله عليه وسلم عن الصور، وذكر سبب التشبه بخلق الله، وفيه زيادة على سبب عبادتهم بدلًا منهم». إله؛ وأشار إلى أن فعلها ذاته إثم، فما رأيك في عبادتها؟ وقد جاء في كتب التفسير عن يغوث ويعوق ونصر، وأنهم قوم صوروا بعد موتهم وعبدوا. ولقد رأيت في موانىء الإسكندرية أنه إذا مات فيهم ميت صنعوه من الخشب في أحسن شكل، وأجلسوه في مكانه في منزله، وغطوه بزيه كان رجلا، ولها الحلي إن وجدت امرأة، وأغلقوا عليه الباب، فإذا أصاب أحدهم ضيق أو أصابه مكروه مرة أخرى، فتح عليه الباب وجلس معه يبكي ويندب معه بين الحين والآخر، حتى يكسر حزنه بذرف دموعه، فيغلق عليه الباب وينصرف! وإذا طال الزمان عبدوه بين الأصنام والأوثان!
  • ثالث: رفع قبور الصالحين وبناء الشواهد لهم، وقد قيل في ذلك أقوال كثيرة منها:
    • قال أبو الهياج الأسدي: «قال لي علي بن أبي طالب: ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ “لا تدع تمثالا إلا طمسته، ولا قبرا لك إلا سويته”.
    • قال ابن تيمية: “لقد اتفق أئمة الإسلام على أنه لا يجوز بناء هذه المناظر على القبور، ولا يجوز اتخاذها مساجد، ولا يجوز الصلاة بالقرب منها، ولا يجوز الذهاب إليها”. بغرض العبادة هناك بالصلاة أو الخلوة أو الاستغاثة أو الدعاء أو نحو ذلك.

حديث عن المبالغة في الصالحين

وقد وردت العديد من الأحاديث النبوية الشريفة في موضوع الغلو في الصالحين، أو في موضوع الغلو بشكل عام، منها:

  • وعن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- قال: «التقط لي حصيات، فالتقطت له سبع حصيات، وكانت حصيات الرق، فجعل يهزهن في كفيه فيقول مثل هؤلاء فأرموا . ثم قال: أيها الناس، إياكم والغلو في الدين، فإن الغلو أهلك من كان قبلكم “في الدين”.

اقرأ أيضًا: دعاء الأرق وعدم النوم

آيات من القرآن الكريم عن الغلو في الصالحين

لقد وردت المبالغة في القرآن الكريم في أكثر من مكان، وفيما يلي سنذكر هذه المواضع مع السورة والآية التي ورد فيها:

  • قال الله تعالى في سورة النساء: {يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق. وما المسيح عيسى ابن مريم إلا رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم يام وروح منها. آمنوا بالله ورسله ولا تقولوا انتهوا هو خير لكم. فالله واحد فقط. سبحانه أن يكون له ولدا. له ما في السماوات وما في الأرض. وكفى بالله وكيلا.

في أي أمة بدأ الغلو في الصالحين؟

بدأت غلو الصالحين في عبادة قوم نبي الله نوح عليه الصلاة والسلام، حيث افتتن قوم نوح بالقبور، وقدسوها، وبالغوا في تقديسها والعناية بها. كما صوروا أشخاصًا لهم مكانة في أعينهم، فصوروهم على هيئة أصنام كانوا يعبدونها، وهم: ود، وسوا، ويغوث، ويعوق، ونصر. وكان هؤلاء القوم من الصالحين، فقد قدسوهم حتى وصلوا إلى الشرك الأكبر، والله أعلم.

اقرأ أيضًا: دعاء للميت في العيد

وإلى هنا نختتم هذا المقال بعد أن تحدثنا عن معنى المبالغة لغوياً واصطلاحياً، ثم انتقلنا إلى حكم الغلو في الصالحين وبأي الناس بدأ وقد ذكرنا بعض الأحاديث النبوية والآيات القرآنية عن الغلو في الصالحين، ثم في الختام مررنا على الأشخاص الذين بدأ عندهم الغلو في الصالحين.